أجاز الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي سفر المرأة دون محرم لأداء الحج إذا كانت هناك رفقة آمنة، أو أمنت المرأة الطريق في الذهاب والإياب، أو كانت هناك هيئة مؤتمنة على تنظيم رحلة السفر أو غير ذلك ، حيث إن التحريم هنا سد للذرائع، وخوف على المرأة فإذا انتفت العلة انتفى الحكم.
وقال القرضاوي في معرض إجابته عن الحكم إذا لم تجد المرأة محرما يصحبها في سفر مشروع واجب أو مستحب أو مباح، وكان معها بعض الرجال المأمونين، أو النساء الثقات، أو كان الطريق آمنا: بأن الأصل المقرر في شريعة الإسلام ألا تسافر المرأة وحدها، بل يجب أن تكون في صحبة زوجها، أوذي محرم لها.
وتابع القرضاوي، بحسب جريدة " عكاظ " السعودية ، لقد بحث الفقهاء هذا الموضوع عند تعرضهم لوجوب الحج على النساء. مع نهي الرسول - صلى الله عليه وسلم - أن تسافر المرأة بغير محرم ، فمنهم من تمسك بظاهر الأحاديث المذكورة، فمنع سفرها بغير المحرم، ولو كان لفريضة الحج، ولم يستثن من هذا الحكم صورة من الصور، ومنهم من استثنى المرأة العجوز التي لا تشتهى، ومنهم من استثنى من ذلك ما إذا كانت المرأة مع نسوة ثقات، بل اكتفى بعضهم بحرية مسلمة ثقة، ومنهم من اكتفى بأمن الطريق وهذا ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية.
كما يجب أن نضيف أن السفر في عصرنا، لم يعد كالسفر في الأزمنة الماضية، محفوفًا بالمخاطر لما فيه من اجتياز الفلوات، والتعرض للصوص وقطاع الطرق وغيرهم ، بل أصبح السفر بواسطة أدوات نقل تجمع العدد الكثير من الناس في العادة، كالبواخر والطائرات، والسيارات الكبيرة، أو الصغيرة التي تخرج في قوافل . وهذا يجعل الثقة موفورة، ويطرد من الأنفس الخوف على المرأة، لأنها لن تكون وحدها في موطن من المواطن، ولهذا لا حرج أن تحج مع توافر هذا الجو الذي يوحي بكل اطمئنان وأمان.